الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإسلامفوبيا

الإسلامفوبيا

الإسلامفوبيا

أصدر مرصد منظمة المؤتمر الاسلامي ولأول مرة تقريراً حول ظاهرة "الاسلاموفوبيا" التي قال إنها تعتبر إحدى القضايا الرئيسية التي تواجه العلاقات الدولية اليوم.

وقال التقرير الأول الذي قدم للدورة الحادية عشر لمؤتمر القمة الاسلامي: إن هذه الظاهرة اتخذت خلال الأعوام الأخيرة نسباً منذرة بالخطر، وأصبحت تشكل بالفعل مصدر قلق بالغ للعالم الاسلامي، ويعتبر تشويه صورة الإسلام والتعصب العنصري ضد المسلمين في المجتمعات الغربية في تصاعد.

وقد اعتمد رؤساء الدول و الحكومات خلال القمة الاستثنائية الثالثة التي عقدت في مكة المكرمة في ديسمبر عام 2005 برنامج العمل العشري لمنظمة المؤتمر الاسلامي، الذي أقر إنشاء مرصد في الأمانة العامة لمناهضة "الإسلاموفوبيا" عن طريق رصد كل أشكال هذه الظاهرة والبدء في حوار منظم بغية نشر القيم الإسلامية
.
وجاء تقرير المرصد عبارة عن مجموعة من الأحداث والتطورات تبرز إهتمامات الأمة الإسلامية إزاء الإتجاه المتصاعد "للإسلاموفوبيا" وتحدث التقرير أيضاً عن الأنشطة والجهود التي بذلها المرصد والأمين العام للمنظمة في التصدي للإسلاموفوبيا ، ووضع المسألة في مكان الصدارة من أجندة المجتمع الدولي ، وإذكاء الوعي بتداعياتها الخطيرة على السلم والأمن العالميين والتأكيد على الحاجة الملحة إلى إرادة سياسية جماعية لمكافحة هذه الظاهرة.

وقدم المرصد التقرير في أربعة أجزاء رئيسية الأول: الجزء المفاهيمي إذ ناقش مصطلح إسلاموفوبيا بما في ذلك تعريفه وخلفيته التاريخية وأسبابه الجذرية.

والثاني: المظاهر الحديثة للإسلاموفوبيا بما فيها التصريحات السياسية الازدرائية من جانب بعض السياسيين الغربيين وكذلك بعض التطورات الإيجابية في هذا الشان
.

أما الجزء الثالث : فقد تناول أنشطة وجهود المرصد والأمانة العامة على الصعيديين الأقليمي والدولي لمواجهة الظاهرة مع تسليط الضوء على أنشطة منظمة المؤتمر الإسلامي. والجزء الرابع : تضمن النتائج والتوصيات .

وقد استخدم تقرير المرصد نتائج استطلاعات الرأي والدراسات والتقارير الصادرة عن مؤسسات دولية بغية الإثبات و الإعتراف بتصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا.

وأوضح تقرير المرصد أن ظاهرة الإسلاموفوبيا ستظل مسألة مثيرة للقلق بالنسبة للمجتمع الدولي في المستقبل القريب. غير أنه يُعتقد أن ما صدر عن العالم الإسلامي من ردود فعل ضد أحداث الإسلاموفوبيا وخاصة - نشر الرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم ، والملاحظات غير المسؤولة لبابا الفاتيكان في جامعة ألمانية - نجحت في التأثير على المجتمع الدولي بخصوص خطورة هذه المسألة.

وتجلى هذا الأمر في البيان الثلاثي المشترك الذي أصدره الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي والسكرتير العام للأمم المتحدة والممثل الأعلى للسياسة الأمنية الخارجية المشتركة لأوربا حول الحق في حرية التعبير والإحتجاج السلمي .
كما أخذ تقرير المرصد في الإعتبار الدور المهم الذي تلعبه وسائل الإعلام في معالحة مسألة الإسلاموفوبيا.

وخلص التقرير إلى أن ثمة وعياً عاماً في الوقت الحاضر في المجتمع الدولي بالإسلاموفوبيا، وأن المجتمعات بما فيها الحكومات والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني شرعت في الإحاطة علماً وبصورة جدية بشواغل الأمة الإسلامية، ومخاطر تشويه صورة الإسلام واستعداداه للدخول في الحوار، وأوضح التقرير أن هذه التطورات لم ترق بعد إلى مستوى الإجراءات والإرادة السياسية من أجل معالجة المسألة بصورة نهائية.

وأعرب التقرير عن الأمل بأن تواصل الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي بذل جهودها على نحو فعال في سبيل مكافحة الإسلاموفوبيا على المستويين الثنائي والمتعدد الأطراف.

وأوصى التقرير لكي يتحقق الهدف المشترك بأن يكون وفقاً لبرنامج العمل العشري. وأوضح التقرير أن الهدف الرئيسي للمرصد تصحيح صورة الإسلام كدين يدعو إلى الوسطية والسلام والتسامح ، والإستمرار في رصد كل أحداث الإسلاموفوبيا عن قرب ، وتوعية الدول الأعضاء بصفة منتظمة بأي تحيز أو حملات مناهضة للمسلمين ، وتنسيق الأنشطة بين أجهزة منظمة المؤتمر المعنية والمرصد في تنظيم الاجتماعات ، ودعوة كبار العلماء في مجال علم "اللاهوت" ممن يستطيعون بفاعلية أن يفندوا الإدعاءات ويصوبوا التفسيرات الخاطئة للإسلام للمشاركة في مؤتمرات منظمة المؤتمر الإسلامي التي تنعقد حول الإسلاموفوبيا.

و من بين التوصيات تدابير وقائية واستباقية طويلة وقصيرة الأجل، على المستوى القانوني وعلى مستوى المجتمع المدني وتدابير تتعلق بالحوار بين الثقافات وضرورة الإهتمام بالإعلام ، ووضع خطة واضحة من الدول الإسلامية للتبشير بالإسلام والدفاع عنه.

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة



الأكثر مشاهدة اليوم

ثقافة و فكر

كيف نقف خلف اللغة العربية؟!

إنَّ المتتبِّعَ لكلِّ من كتَبَ عن وقائعِ أمَّتنا في العصْرِ الحديث، يدركُ أنَّ الأمَّةَ العربيَّةَ لم تَعرِفْ...المزيد