مما لا شك فيه أن التاريخ سيظل يذكر للسلطان عبد الحميد رحمه الله وقفته الرائعة والحاسمة من مسألة بيع أرض فلسطين لليهود حين طلبون منه ذلك وعرضوا عليه المبالغ الطائلة ف يوقت كانت الدولة في أشد الحاجة إلى المال ، وحتى لا تنس الأجيال هذا الموقف المشرف فإننا نعرض لهذا الموقف من خلال الحوار الذي دار بين السلطان وبين الوسيط الذي حمل العرض اليهودي إلى السلطان:
ما نقله نيولنسكي إلى هرتسل
قال السلطان لي : إذا كان هرتسل صديقك بقدر ما أنت صديقي فانصحه ألا يسير أبدًا في هذا الأمر ، لا أقدر أن أبيع ولو قدمـًا واحدة من البلاد ؛ لأنها ليست لي ، بل لشعبي ، لقد حصل شعبي على هذه الإمبراطورية بإراقة دمائهم ، وقد غذوها فيما بعد بدمائهم وسوف نغذيها بدمائنا قبل أن نسمح لأحد باغتصابها منا .
لقد حاربت كتيبتنا في سوريا وفي فلسطين وقتل رجالنا الواحد بعد الآخر في بلفنة ؛ لأن أحدًا منهم لم يرض بالتسليم وفضلوا أن يموتوا في ساحة القتال .
الإمبراطورية التركية ليست لي وإنما للشعب التركي ، لا أستطيع أبدًا أن أعطي أحدًا أي جزء منها .
ليحتفظ اليهود ببلايينهم ، فإذا قسمت الإمبراطورية ؛ فقد يحصل اليهود على فلسطين دون مقابل ، إنما لن تقسم إلا جثثنا ، ولن أقبل بتشريحنا لأي غرض كان.